محمود المدير
عدد الرسائل : 174 الموقع : http://mahmoudazez.0-up.com تاريخ التسجيل : 21/01/2008
| موضوع: تابع تاريخ الجاسوسيه الثلاثاء يناير 29, 2008 12:50 am | |
| تابع تاريخ الجاسوسيه الجاسوسية في العصور الوسطى
اتسمت جيوش العصور الوسطى بقلة العدد , وبدائية السلاح , فكان لابد لمن يريد النصر الؤزر أن ينشط سلاحه الثالث .. سلاح المخابرات , حتى يقصر أمد الحرب , ويقلل الخسائر , وتنجح خططه في مفاجأة العدو , وتضيق الخناق عليه , وقطع خطوط إمداده وتموينه , وشل حركته , وإجباره على الإستسلام . ويتوقف ذلك إلى حد كبير على مقدار ما يتوافر له من معلومات عن ظروف العدو , والعدة , والخطة , والمواقيت , والروح المعنوية للجند , ومواطن القوة والضعف في الجيش , وكشرط أساسي للنصر , لابد أن يكون الاعتماد الاول - بعد مشيئة الله - على توفير أفضل حالات الاستعداد للجيش المحارب , وإلا فلا قيمة لأثمن المعلومات , والأمثلة على ذلك كثيرة . هزيمــة الملك هــارولد لم تعرف إنجلترا قبل الملك هارولد في القرن الحادي عشر حاكماً اهتم بالمخابرات مثل اهتمامه . توافرت لديه كل المعلومات عن خطة " وليم الفاتح " في الهجوم على إنجلترا: التوقيت , ومكان نزول الجيش , وعدد الجنود الذين جمعهم وليم الفاتح , وخط سير المعركة . ومع ذلك خسر هارولد الحرب , لابسبب نقص المعلومات ودقتها , ولا لخطأ ارتكبته مخابراته , بل لأن جنوده سئموا القتال , ودب فيهم المرض والكلال , بعد السير مسافات طويلة . خــوارق النينجــا فيما عدا الملك هارولد , لم يكن بين حكام أوروبا من أهتم بالمخابرات في العصور الوسطى , على عكس حكام الشرق , إذ لابد وأن تكون تعاليم " صن تزو " الصينية قد انتشرت في شرق الصين وغربه , وعرفها اليابانيون والمغول . في اليابان ظهر فن " النينجا " , وهو اسم مأخوذ من كلمة يابانية معناها " اللامرئي " أو فن " الاستخفاء " . كان يمارسه في اليابان , في القرن الثاني عشر , فئة من صفوة شباب الساموراي بدنيا واجتماعياً , قيل انهم تدربوا حتى اكتسبوا القدرة على المشي فوق الماء , والحصول على المعلومات أثناء التخفي , والاختفاء والظهور حسب إرادتهم , على الرغم مما في هذا الزعم من مبالغة وتحريف , إلا أنهم خضعوا لتدريب شاق , على أعمال فذه منذ الصغر , كالمشي على الحبال المشدودة , والتعلق في فروع الأشجار بدون حركة لمدة طويلة , والسباحة تحت الماء مسافات طويلة . حتى صاروا سادة التخفي , والتمويه , والاستطلاع , ومن هنا اكتسبوا اسمهم الخرافي : " النينجا " وبهذه القدرات برعوا في الخدمات التي أدوها , سواء كانوا جواسيس أو مقاتلين , كما أنها أكسبتهم منزلة عالية جدا في المجتمع الياباني . جانكيـــز خـــان ويتجلى استخدام المغول للجاسوسية بأوضح معانيه في عهد جانكيز خان . فما كان لذاك " الإمبراطور المقاتل المغوار " - وهذا هو اسمه بلغته - أن يبسط سلطانه على الأرض ما بين منغوليا وأبواب العالم العربي , بدون خطط محكمة .. وكانت الخطط المحكمة تحتاج بالضرورة إلى معلومات دقيقة , يستقيها جواسيس أكفاء , ويجمعها عملاء أذكياء من جنسيات مختلفة , كمقدمة وأساس لغزواته . كما كان يكلف التجار المتجولين , ينتشرون في البلاد التي يوشك أن يغزوها , يسجلون المعلومات اللازمة , ويدونون مشاهداتهم وما يسمعون , ويرسلونها إليه . وكثيرا ما لجأ جانكيز خان إلى إيفاد بعض أمهر قواده في مهام جاسوسيةصعبة , ومن هؤلاء : قائد اسمه " سبتاي " وآخر اسمه " نويون" سبتاي يخدع التتار : كان " سبتاي " من أبرز قادة جيش " جانكيز خان " . فلما عزم الأخير على شن الحرب على التتار , افتعل خلافا مع " سبتاي " , وكلفه باللجوء إلى قائد التتار , وزعم أنه تخلى عن جانكيز خان وانشق عليه . وأنه يرغب في الانضمام إليه . وإثباتا لحسن نيته قدم له معلومات مزيفة خلاصتها أن جيش المغول بعيد عنهم , وصار يزود جانكيز خان بالمعلومات سرا . وفوجئ التتار بجيش المغول يحدق بهم , فأدركوا أن " سبتاي " لم يكن سوى جاسوس خدعهم . لكن بعد فوات الأوان . نويون في الصين : أما " نويون " , فقد ارسله " جانكيز خان " على رأس قوة مغولية من الفرسان , لمساعدة إمبراطور الصين في القضاء على تمرد حاكم الإقليم الجنوبي . وكان جانكيز خان يضمر شرا للإمبراطور الصيني , فأوصى " نويون " بالحصول على كل المعلومات اللازمة لشن هجوم على الصين , ونفذ " نويون " الوصية , واستفاد " جانكيز خان " من المعلومات في وضع خطته المخابرات في صدر الإسلام ازدادت حاجة المسلمين إلى الاستخبار منذ خرج النبي ( محمد صلي الله عليه وسلم ) من مكة مهاجراً إلى المدينة يرافقه صاحبه ( أبو بكر الصديق ) وبعدها حدثت عدة عمليات .. منها : أخبار أيام الهجرة الأولى : في الطريق إلى المدينة كمنا في غار حراء ثلاثة أيام . وكان ( عبد الله بن أبي بكر ) يحمل لهما أخبار أحوال المسلمين والكفار في مكة أولاً بأول . سرية ( عبد الله بن جحش ) : في السنة الثانية للهجرة , كلف النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ( عبد الله بن جحش ) , برصد تحركات قريش , ومعرفة أخبارهم إذا يروى أن رسول الله دفع إلى ( ابن جحش ) كتاباً أمره ألا يفتحه إلا بعد مسيرة يومين , وينفذ ما فيه . ولما فتح الكتاب في حينه , قرأ نصه : " إذا نظرت في كتابي هذا , فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف , فترصد بها قريشا , وتعلم لنا من أخبارهم " . أعلن ( عبد الله بن جحش ) محتوى الكتاب على رفاقه , وساروا نحو غايتهم السامية في مهمتهم الاستطلاعية لقوات المشركين , والتقوا بثلاثة تخلفوا عن قافلة لقريش حتى يحصلوا على معلومات عن قوات المسلمين , فاشتبك معهم ( عبد الله بن جحش ) ورجاله , وقتل أحدهم , واقتاد الآخرين إلى النبي ( صلي الله عليه وسلم ) يستجوبهم . عيون علي أبي سفيان : في غزوة بدر الكبرى , خرج ( صلى الله عليه وسلم ) من المدينة , وسار مع أصحابه حتى اقتربوا من ( الصفراء ) , وبعث من يأتيه بأخبار ( أبي سفيان بن حرب ) , وأخبرته العيون أن قريشاً سارت إلي ( أبي سفيان ) ليمنعوا إبله وتجارته حتى لا تقع في أيدي المسلمين . وفي غزوة بدر أيضاً , أرسل النبي اثنين من المجاهدين للحصول على معلومات عن قوات المشركين , فوجد أحدهما غلامين لقريش يستقيان من بئر بدر , فأحضرهما إلى الرسول الكريم , وسألهما عن عدد الجمال التي ينحرونهاللجيش , فأجابا بأنهم ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً .. ومن ذلك أدرك ( عليه الصلاة والسلام ) أن عدد مقاتلي المشركين يتراوح بين 900 - 1000 , لأن عادة العرب أن يخصصوا بعيرا لكل مائة رجل . علي بن أبي طالب في مهمة : عملية التموية التي قام بها ( علي بن أبي طالب ) - كرم الله وجهه - لم تكن عملية المخابرات الأولى ولا هي الأخيرة , إذ أن النبي عليه الصلاة والسلام أمره بعد موقعة أحد , أن يقتفي أثر الكفار ويستطلع نواياهم , فوجد أنهم جنبوا الخيل وامتطوا الإبل , فعرف أنهم عائدون إلى مكة , بعد أن مثلوا بكثير من قتلى المسلمين , جدعت نساؤهم الأنوف , وقطعن الآذان , واتخذن منها قلائد .. وبقرت ( هند ) بنت عتبة بطن ( حمزة ) عم رسول الله . وأمر رسول الله بتغطية جثمان ( حمزة ) ببرده , ثم صلي عليه وعلى القتلى 72 صلاة , وأمر بدفنهم . حيلة نعيم بن مسعود : علم النبي أن قريشاً عبأت جيوشها و ( بني غطفان ) , وانشغلت بمحاولة استمالة قبيلتي ( بني قريظة ) و ( بني أشجع ) , للتحالف معها والحنث بعهدهما للنبي , توطئة لمهاجمة المسلمين في المدينة .. بادر النبي فأمر بحفر خندق حول يثرب , كان الأول من نوعه , وكان مفاجأه أذهلت الكفار وعوقتهم عن مهاجمة المدينة . كما جعلتهم صيداً سهلاً لسهام المسلمين , وتحقق النصر للمسلمين , خصوصاً وأن أمل قريش في استمالة ( غطفان ) و ( بني اشجع ) إلى جانبهم قد خاب بفضل ( نعيم بن مسعود ) .. فماذا فعل ؟؟ ( نعيم بن مسعود ) .. من وجهاء بني غطفان .. أسلم سرا ولم يشهر اسلامه بين قومه .. ذهب إلى النبي محمد وأكد له خبر محاولة قريش وبني غطفان حض ( بني قريظة ) و ( بني اشجع ) على خيانة المسلمين والنكوص بعهدهم , وقال ( نعيم ) إنه طوع أمر رسول الله , فكلفه الرسول بإفساد مؤامرتهم بالحيلة إذا استطاع . ذهب ( نعيم ) إلى ( بني قريظة ) أعزل من أي سلاح .. إلا سلاح المكر والدهاء , فأوقع بينهم وبين قريش وغطفان , زرع في نفوسهم الشك والارتياب , وحذرهم من أنهم سوف يتخلون عنهم حين تدور الدوائر , بعد أن يكونوا قد خسروا حلف المسلمين وحسن جوارهم , وتأكيداً لصدق رأيه نصحهم بأن يطلبوا من قريش وغطفان رهناً من أشرافهم , يظلون بأيديهم حتى يضمنوا صدقهم واستمرار نصرتهم . تركهم ( نعيم ) بعد أن أقنعهم بحيلته , وذهب إلى قريش وغطفان , وأخبرهم أن بني قريظة يضمرون لهم شراً , وأنهم رافضون للحلف المعروض عليهم , راغبون في استمرار تحالفهم مع المسلمين , وقد أرسلوا إلى النبي يؤكدون وفاءهم بالعهد , واستعدادهم لأخذ رجال من أشراف قريش وغطفان وتقديمهم ليضرب المسلمون أعناقهم . أوفدت قريش وغطفان ( عكرمة بن أبي جهل ) في رهط منهم إلى ( بني قريظة ) يستنفرهم للقتال , فامتنعوا بحجة أنهم لا يقاتلون يوم السبت , واشترطوا إعطاءهم رهناً من رجالهم يحتفظ بهم ( بنو قريظة ) ضماناً لعدم التخلي عن العهد إذا اشتدت المحنة .. ورفضت قريش وغطفان شرط الرهن .. واقتنعت كل الأطراف بصدق ( نعيم بن مسعود ) , ودب التخاذل في صفوف الأحزاب , ثم كانت مفاجأة الخندق , وتحقق نصر المسلمين . ومما يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمد في غزواته وغاراته على القوافل المكية على المعلومات التي كان يزوده بها أعوانه في مكة , بينما لم يكن للكفار من يزودهم بأخبار المسلمين والأنصار في المدينة . وكان النبي صلي الله عليه وسلم يوصي المسلمين بكتمان أسرارهم , لعلهم يصيبون العدو على غير استعداد , وينتصرون دون سفك دماء أو إزهاق أرواح , كما حدث قبيل فتح مكة , إذ صدر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر كريم " أن يحفظ المسلمون أسرارهم , ويضنوا بمخبآت ضمائرهم , لعلهم يصيبون قريشاً على غير استعداد , ويدخلون مكة من غير كيد أو عناد .. فلا يسفك في البلد الحرام دماً , ولا يزهق روحاً , ولا يثير حرباً , ولا يذكى ضرام عداء " تقرير بشر الخزاعي : ومن نماذج تقارير رجال مخابرات جيش النبي صلي الله عليه وسلم قول ( بشر الخزاعي ) لرسول الله صلي الله عليه وسلم : " لقد دلفت إلى قريش أتسقط أسرارها , وأتعرف أخبارها , وما راعني إلا أن خبر مسيرك قد ترامى إليهم , وحديث رؤياك قد هبط عليهم , ولا أدري كيف وقع عليهم الخبر , ولا كيف استنشقوا حديث الرؤيا .. إنهم يا رسول الله خرجوا ومعهم النياق بأولادها , ولبسوا جلود النمور , وعاهدوا أنفسهم ألا تدخل عليهم مكة أبداً . وهذا ( خالد بن الوليد ) وهو من يعدونه بمهمتهم , وفارس حلبتهم , قد خرج يستقبلك بخيله , ولعله الآن في ( كراع الغميم )
| |
|