كان أبي أهلاويا.. فقررت أن أكون زمالكاويا.. وعندما وجدت أخي الأكبر يتحمس للزمالك عدت إلي الأهلي.. فلا متعة كروية علي ما يبدو دون تعصب.. لكن.. التعصب عندما وصل إلي تجاوز باستخدام كلمات «قبيحة» شائعة بين جمهور الدرجة الثالثة أصابنا أنا وأخي بشخطة أبوية حمشة أجهزت في ثانية واحدة علي كل أحلامنا الكروية.. واصابتها بالسكتة القلبية.
كانت هذه غلطة العمر التي لم أدرك مدي فداحتها إلا بعد أربعين سنة استهلكتني في الكتابة السياسية التي تعرضك للمؤامرات والمحاكمات والجنايات والنيابات.. فالسياسيون أكثر حساسية من الرياضيين.. واقل تسامحا منهم.. ما إن تمس الواحد منهم بكلمة ولو غير مقصودة حتي يقيم الدنيا ولا يقعدها.. ويشحن الأقلام السوداء ضدك.. ويؤجر بلطجية لتلفيق قضايا ثقيلة لك.. وينشر شائعات خاطئة عنك.. كل ذلك ثمن ندفعه دون أن تتغير الحياة من حولنا.. فلا نحن قدمنا طعاما لجائع ولا نحن مسحنا دمعة طفل حائر.. لانحن وفرنا سكنا لمشرد ولا نحن دبرنا عملا لعاطل.
لو تركني أبي أشجع الكرة وأتعصب لها وأموت في سبيلها لكنت الآن ملكا من ملوك هذا الزمان.. أشتم كما يحلو لي فلا يغضب أحد.. أنتقد بعنف لا يخلو من التطاول فلا أجد نفسي مهددا بالسجن بتهمة التعرض لرموز الحزب الوطني.. كم أنها مسألة سهلة أن تتفرج وتتحمس وتتشنج وتمزح وتسب وتصرخ وتكسب دون صداع أو وجع قلب.
بعد كل هذا العمر في الصحافة اقتنعت بنصيحة زميلي وصديقي أحمد شوبير بأن أنسي السياسة وأحترف الرياضة واعترف أنه منحني فرصة مهنية جديدة لن أتردد في استغلالها هي أن أكتب وصفا لمباريات مصر في كأس الأمم الإفريقية.. وعندما قلت له: إنها مسألة سهلة لن تكلفني سوي أن أجلس علي النيل في مكان راق يعرض المباريات علي شاشة عريضة.. قال معترضا: لا يا شاطر.. أنت ستبدأ من الصفر.. ستشاهد المباريات في مقهي بلدي في حارة بميت عقبة.. ولم استطع أن أعترض.. فاسمي الرياضي سيظهر جنبا إلي جنب كل نجوم الكتابة الكروية الذين ستقرأ لهم علي صفحات هذا الملحق الرياضي المبهر: عصام عبد المنعم وحسن المستكاوي وطبعا أحمد شوبير بجانب تغطية حية بالكلمة والصورة من غانا ستسحب البساط من كل منافسينا.. فعلا الحياة مع الكرة أحلي.
مشعقول كده ياخوانا حتى تعليق يرفع من الروح المعنويه